اعتبر وزير الدولة للشؤون الخارجية بسلطنة عمان يوسف بن علوي مساء اليوم أن تأجيل عقد القمة العربية التي كانت مقررة في بغداد في 29 من مارس الجاري الى موعد أقصاه 15 مايو القادم "من أجل اتخاذ جملة من التوجهات التي تطالب بها الشعوب العربية".
وأوضح بن علوي الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للمجلس الوزاري للجامعة العربية في مؤتمر صحافي مشترك مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى في ختام اجتماعات الدورة ان عقد القمة في الموعد كما كان مقررا "لن يمكنها من اتخاذ أي قرارات أو توجهات تعبر عن مطالب الشعوب العربية بل سيجعل منها قرارات مكررة في القمم السابقة".
واشار الى أن انعقاد القمة العربية في بغداد "ينبغي أن يكون بداية لانطلاقة جديدة للعمل العربي المشترك ولذلك ارتأى الجميع أن نعطى لأنفسنا مهلة وللقادة فرصة لعقد القمة في موعد أقصاه الخامس عشر من مايو المقبل".
وحول الاوضاع في العالم العربي وما شهدته سلطنة عمان أخيرا قال بن علوي "نحن في عمان نمر بمرحلة استكملنا فيها نهضة عمرها 40 عاما وهذه النهضة تحققت قبل أن تشهد الدول العربية بعض المظاهرات".
وأكد أن من أسس المرحلة الجديدة توظيف طاقات الشباب في كل مراحل الحياة "لأن شبابنا يشكلون أكثر من 60 بالمائة من عدد السكان" مؤكدا الاستجابة لكل الطلبات التي تقدم بها الشباب خلال "المظاهرة التعبيرية" والتي تتركز حول كيفية الاستفادة من طاقات الشباب.
كما أكد بن علوي خلال المؤتمر الصحافي ضرورة وضع خطة جديدة لتطوير العمل العربي المشترك قائلا "لابد من النظر في حزمة جديدة من العمل العربي المشترك الذي يعتمد على ذاته".
واشار الى ان مجلس الجامعة العربية بادر بدعوة الى اجتماع مشترك لوزراء الخارجية العرب والمجلس الاقتصادي والاجتماعي (الذي يضم وزراء الاقتصاد والمال) وذلك لوضع تصور لمعالجة المعاناة التي تكابدها الأمة العربية.
واضاف "ينبغي أن تشترك الدول العربية في عملية تمويل المشاريع القادمة وتمويل الجامعة العربية وآلياتها" لافتا الى ان ميزانية الجامعة العربية 70 مليون دولار والتي وصفها بأنها "أقل من ميزانية أحد الأندية الرياضية" في عالم اليوم.
من جانبه أوضح موسى أن المجلس الوزاري اتخذ قرارا يتعلق بضرورة الاستجابة للمطالب المشروعة للشعب الليبي واحترام حرية التعبير عن الرأي والوحدة والسلم الأهلي وضمان السلامة ورفع الحظر عن وسائل الاعلام وشبكات الهاتف وتأمين الجرحى .
وأكد ان "الدول العربية لن تقف مكتوفة الايدي أمام ما يحدث للشعب الليبي بما ذلك الاتجاه الى فرض حظر جوي والتنسيق في ذلك مع الاتحاد الافريقي " مشيرا الى أن هناك فقرات في القرار تتعلق بالنواحي الانسانية والتأكيد على وقف مشاركة الوفود الليبية في اجتماعات مجلس الجامعة الى حين استجابة السلطات الليبية لمتطلبات الشعب الليبي.
وحول احتمالات التدخل الأمريكي في ليبيا قال موسى "اننا لا نعتقد أنه سيكون هناك تدخل أو هجوم أمريكي وهذا يظهر من تصريحات المسؤولين الأمريكيين " موضحا أن قرار مجلس الجامعة العربية يرفض أي تدخل أجنبي.
وتابع امين عام الجامعة العربية في هذا السياق " ولكننا نطالب السلطات الليبية بضرورة وقف هذه الهجمات".
وعن منصب الامين العام للجامعة الذى سيكون شاغرا اعتبارا من القمة العربية المقبلة قال "موسى أن الجامعة أرسلت مذكرة للدول العربية بهذا الخصوص ولم تتقدم سوى دولة واحدة هي مصر بمرشح وما زالت تجري مشاورات ".
واشار الى أنه اخبر الدول العربية بأنه سيترك منصبه في القمة العربية التى كانت مقررة فى بغداد في 29 مارس الجاري مبينا أنه عندما تأجلت القمة فان الامر تجرى مناقشته معتبرا "أنه يشعر بالحرية بهذا الشأن لأنه أخبر الدول العربية مسبقا".
وأكد موسى في الوقت نفسه ان " الجامعة العربية ستبقى لأنها صيغة متميزة تجمع الدول العربية عليها كلها ولسوف نبقى عليها ونحميها وطرحناها دوليا واقليميا ".
ونفى في هذا السياق أن يكون تأجيل القمة العربية في بغداد يؤثر على دورية انعقادها مشيرا الى أنه في عام 2004 تأجلت قمة تونس وعقدت في مايو دون أن تتأثر الدورية مشيرا الى أهمية أن يكون التأجيل الى موعد محدد " خاصة أن هناك ظروف تؤدي الى ذلك ".
ورأى موسى ان " الوضع العربي الحالي سوف يدفع لمزيد من الاهتمام بالمجالات التنموية وطرق الدعم والعون المتبادل بين الدول العربية " مؤكدا ان " الشعب العربي سوف يتطور لأن هذا عجلة التاريخ ".
وقال " يجب أن تواكب الجامعة العربية التغيرات الاقليمية التي تحدث حولها ..
نحن في القرن الواحد والعشرين ولسنا في عام 1945 والجامعة العربية تتطور وقد فتحنا الباب لكي تتطور.. وسأترك وأنا مطمئن لذلك